يواجه الكثير من الأطفال مشكلة صعوبة القراءة، ما يدفع الأباء للظن أن أطفالهم أقل ذكاءً، أو يحتاجون لمساعدة نفسية أو سلوكية، والحقيقة أن تعلم القراءة ليس أمرًا تلقائيًا يمكن أن يقوم به الطفل بمفرده، خاصةً أن معظم الأباء، يقعوا في خطأ شائع، وهو البدء بتعليم الطفل القراءة في عمر السادسة، في حين أنه يجب البدء بتعليم الطفل مهارات القراءة من سن صغيرة، بل منذ ولادة الطفل، والجدير بالذكر أن العديد من الدراسات تؤكد أنه يمكن التواصل مع الطفل وتنمية مهاراته الذهنية حتى في أثناء الحمل، وتعليم الطفل القراءة بسهولة يتطلب بعض الحيل البسيطة التي تجعل الأمر ممتعًا له، ولكن عليك التذكر، أن الأمر لن يتم في ليلةٍ وضحاها، وأن تعلم القراءة أمر تدريجي، يحتاج لمجهود متواصل.
إليك بعض الطرق، لتعليم طفلك القراءة بسهولة في سن مبكرة، اختار منها ما يناسب عمر طفلك وقدرته على الاستيعاب.
طرق تعليم الطفل القراءة بسهولة واظب على القراءة لطفلك في السرير قبل النوم واجعل ذلك روتينًا يوميًا، حتى إن كان عمره لا يسمح بإدراك القصة كاملة، فمع الوقت، سيعتاد على سماع نطق الحروف والكلمات وتمييزها، وحاول الإشارة للكلمات بأصابعك في أثناء القراءة، حتى يستطيع طفلك تدريجيًا الربط بين نطق الكلمات وشكلها. واحرص على البدء في سن صغيرة، باستخدام القصص الملونة والمرحة، حتى يصبح الأمر عادة ممتعة للطفل، وليس مجرد مهارة يحتاج لاكتسابها.
إذا كنت ترغب في تعليم الطفل الحروف اﻷبجدية بسهولة، غني له أغاني الحروف التقليدية المعروفة، أو ألف أغنية خاصة لطفلك وغنيها معه يوميًا حتى يحفظها مع الوقت، فأغاني الأطفال ليست للمرح فقط، والإيقاع والقوافي في أغاني الحضانات التعليمية، يساعد الأطفال على حفظ الأحرف والكلمات، ما يسهل تعلم القراءة.
استخدم الإشارات والعلامات التجارية الشهيرة في الطريق، لتعليم الطفل الربط بين الحروف والكلمات، فمن السهل على الصغير تذكر اسم المطعم المفضل له وقراءة اللافتة بسهولة بمجرد رؤيتها، حتى لو لم يستطع القراءة بعد، وفي كل مرة يمكنكما تعلم كلمة جديدة على الطريق، وكلما مررت من نفس الطريق، اسأله ماذا تحمل هذه اللافتة؟ استخدم الكروت التعليمية المصورة، التي تحمل كلمة واحدة وصورة لها، وابدأ في عرضها على الطفل واتركها أمامه عدة ثوانٍ، حتى تعلق شكل الحروف في ذاكرته، ثم بعد عدة مرات اعرض الكلمة فقط ليتذكر الطفل الصورة بمفرده، وهذه الطريقة تحفز الذاكرة البصرية للطفل، وهي طريقة جيدة لتعلم القراءة.
استخدم المقاطع الصوتية، فهي من الوسائل الفعالة أيضًا في تعلم القراءة، وهي تناسب الأطفال فوق أربع سنوات، وتعتمد هذه الطريقة على استخدام الكلمات التي لها مقاطع صوتية متشابهة، ثم الإبطاء في أثناء نطقها، ليستنبط الطفل أن الكلمات لها نفس النطق، وبالتالي نفس الأحرف مثل: حَمِلَ وحَمِدَ. ركز في جعل الطفل يربط بين شكل الحرف وصوته، بدلًا من الضغط عليه لتعلم الحروف الهجائية بالترتيب، فالربط بين شكل الحرف وصوته من أهم الأسرار لتعلم القراءة بسهولة، ويمكنك عمل لعبة باستخدام كروت عليها الحروف الأبجدية، ثم ابدأ في نطق اسم كل حرف وصوته، مع عرض صورته على الطفل، ولا تعتمد على نطق اسم الحرف فقط بأن تقول له مثلًا هذا “ألف”، فمعرفته لصوت الحرف هي ما تجعله قادرًا على القراءة بسهولة، اعرض على الطفل صورة لحرف الألف، وأخبره بأن هذا الحرف اسمه ألف، وأن له صوتًا مميزًا هو “آآآآآآ” فإذا رأى الطفل الحرف في كلمة بعد ذلك، سيتذكر طريقة نطقه في الكلمات، وليس اسمه فقط.
إذا كان للطفل كتاب مفضل، كرر قراءة الكتاب نفسه يوميًا معه، ولا تملّي من ذلك، ﻷن هذه الطريقة ستجعل الحروف والكلمات تثبت أكثر في ذهنه، ومع المرة العاشرة مثلًا اطلب منه أن يقرأ لك جزءًا بسيطًا من القصة بمفرده.
تحدث مع طفلك باستخدام النطق الصحيح للكلمات، فبعض الأباء يتركوا أطفالهم ينطقون الكلمات بشكل خاطئ، كنوع من التدليل أو اللعب مع الصغار والاستمتاع بطريقة نطقهم المضحكة، إلا أن هذا اﻷمر للأسف يؤخر عملية قراءة الطفل للكلمات بشكل صحيح، لذا فعليك تصحيح كل الكلمات التي ينطقها طفلك بشكل خاطئ من البداية بطريقة مرحة، حتى يعتاد على النطق الصحيح.
ابدأ بتعليم طفلك قراءة الكلمات المألوفة لديه التي يستطيع نطقها جيدًا، فتعلم قراءة الكلمات التي ينطقها جيدًا أسهل من تعلم كلمة جديدة تمامًا، فهو بالفعل على دراية بصوت حروف الكلمة. اطبع لطفلك كلمة كبيرة بأحرف ملونة في غرفته، وعلقها على الحائط، ولا تخبره ما هي، ودعيه خلال رحلته في تعلم القراءة يتوقع الكلمة، فمثلًا يمكنك طباعة كلمة “جرس”، ثم ابدأ بتعليمه كلمات تبدأ بحرف “الجيم” حتى يستطيع الربط بين شكل الجيم ونطقه، وربطه مع الكلمة على الحائط، وكرر الأمر مع بقية حروف الكلمة، وكافئه إذا استطاع حل اللغز، وتعرف على الكلمة بمفرده.
أحيط طفلك بالكتب الملونة والحواديت وكتب الرسم التي تحتوي حروفًا وأرقامًا، اجعلها حوله في كل مكان يجلس به في المنزل، حتى تصبح الكتب جزءًا من حياته اليومية، كما أن فضوله سيدفعه لاستكشاف فحوى هذه الكتب وتصفحها، حتى لو لم يكن عمره يسمح بالقراءة، فإن الذاكرة البصرية ستساعده على حفظ الحروف والأرقام والصور.
اذهب مع طفلك إلى أقرب مكتبة، لممارسة اﻷنشطة اليدوية وليس للقراءة، ثم خُذه في جولة بين الكتب، لخلق علاقة وطيدة بينهما، واجعله يختار قصة لتقرئها له ليلًا. العب معه لعبة الأحجيات مع الكلمات البسيطة، فمثلًا، اكتب له كلمة تكررت في كتاب اعتدتم على قراءته، أو اختار كلمة من الكروت التعليمية وأظهرها له عدة مرات، ثم اكتبها غير مرتبة أو دون أحد الأحرف، واطلب منه ترتيب الكلمة، أو البحث عن الحرف الناقص وهكذا .
اشتري له القصص المصورة والناطقة التي تتوافر بالمكتبات، فهي وسيلة رائعة لتدريب الطفل على السمع ومن ثم القراءة بمفرده. إذا كان طفلك يذهب للحضانة، ضع له ملحوظة من كلمة واحدة داخل صندوق الغذاء اليومي، ويُفضل إن كانت من الكلمات والحروف التي تدرب على سماعها منك، مثل :أحبك وولد جيد، وهكذا وستلاحظ أنه يستطيع قراءتها بسهولة وأنه يبحث كل يوم عن كلمة جديدة في الصندوق المدرسي.
دع أطفالك يشاهدونك وأنت تقرأ أيضًا، فهذا سيحفزهم على القراءة ويعودهم على وجود الكتب بالمنزل، وخاصةً أن الأطفال يحبون محاكاة الآباء فيما يفعلون.
هناك دائمًا وقت للقراءة حتى في أثناء الاستحمام، اقرأ لطفلك اسم الشامبو الذي يستخدمه وأسماء الألعاب التي يلعب بها في حوض الاستحمام، كرر عليه اسم كل قطعة ملابس، وإذا كانت تحمل عبارات أو أحرف، مثلًا: “اﻵن سترتدي بيجامتك الجميلة وتمشط شعرك بالمشط الصغير” وهكذا، فهذه الطريقة تجعل حصيلة مفرداته اللغوية كبيرة، ما يساعده على القراءة فيما بعد، كما تساعد على زيادة فضوله في محاولة قراءة مكونات المستحضرات، التي يستخدمها واللافتات والأشياء التي تحيط به.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.